الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الأبــن البــكـــر










حلم الأبوة و الأمومة الأولى بعد أن يتم اقترانهما تحت سقف واحد أنجاب طفل يغدقان عليه كل حنانهما و عواطفهما و كأنه دميتهما الجميلة و يندهشون من أي تصرف منه و بحيث يصل إلى دلال زائد المفرط عند البعض أو بعض الآخر يخاف من الدلال المفسد يستعمل معه الشدة و الصرامة ومن يحسن تربيته حتى يسلمه الكثير من المسؤوليات الأسرية و خاصة الذكر حين ينوب والده في غيابه و يؤدي دوره وكذلك الأنثى في غياب والدتها , بل يتحمل الابن البكر مسؤولية في تربية أخوته لأنه يمثل المثل الأعلى لهم و المرشد لهم للأفضل و أكثر تأثير من الوالدين في أخوته لذلك الكثير يدرك هذا فيحاول أن يعده لتحمل المسؤولية مبكراً و البعض يقفل عن هذا الجانب .


كم يسعد الوالدين بهذا الطفل بحيث يحظى بمميزات كثيرة لكونه البكر ويعيش ملكاً و محط اهتمام الوالدين والأسرة ودلالهم الأول كله له وحده ويكون كحقل تجارب لهما كأول تجربة أمومة و أبوه للشريكين فيتعلمان عليه كل سبل التربية.




و لكن بالنسبة للولد الوضع مغاير يشعر أنه تحمل مسؤولية أكبر من حجمه , وخاصة من يفقد أحد والديه لفراق أو لموت أو لمرض , البعض منهم يتقبل الدور و يتحمله و يشعر بقيمته و أنه قائد لأسره ولكن يُصدم و يرفض بقوة الأخ الجديد لأنه سوف يسرق والديه منه و كل الدلال يذهب فيغار منه و ينزعج كثير من اللوم عليه اتجاه أخطاء أخوته سواء معه أو مع الغير إذا كفل ولايتهم بغياب الوالدين و يدير شؤونهم ولكن مع تقدم العمر يشعر بأهمية أنه البكر و ميزته تبقى في نفس والديه و ثقتهما فيه , فكما أنا كنت فرحتهم الأولى بإنجابي فأنا كذلك الفرحة الأولى بوظيفتي و زفافي و المستشار في أمور أخوتي و الكل يكنّ لي الحب و الاحترام .


البعض يقول لقد كبرت قبل أواني فإن خوف والدي عليّ و مراقبتي حتى في الخروج من المنزل بل عليّ أن ألبي كل رغبات والدي و طموحاتهم المبالغ فيها في الحياة فهم يريدوني أنجح في كل الأمور و أن أكون كما رسما لي في الحياة و تمنّا و إن خالفت رغباتي بل يزيد حمل المسؤولية مع تقدم العمر بأن أكون المستشار في كل صغيرة و كبيره على صعيد العائلة شئنا أم أبينا وهم على علم أن البكر ليس رب العائلة بل هو فرد منها كما إخوته .




أيضاً قد أكون رديف للأب في الأسرة في المشاركة في مدخول الأسرة خاصة بعد أن كبر الأب ويقل مدخوله و يشارك في كل ادوار والده في الأسرة دون أن يتمادى في أن يكون مكان والده و أيضا يحمل تراث والده وعقائده .


أما البنت البكر فهي غالبا القريبة إلى والدها و مدللته ترى سلبيات أنها بكر والديها لا بد أن تكون أفضل من أقرانها و تحقق آمال والديها و هم في خوف دائم عليها مما يضيق مدار حريتها وغير مقبول منها أن تقع في خطأ وعليها مبكرا أن تحمل دور الأمومة مع أخوتها و ربت البيت مع والدتها




فكل طفل في الأسرة يأخذ حقه ولكن الأول هو محط النظر و الانتظار لتحقيق ما بني عليه من آمال و طموحات من الوالدين .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك لك بصمة هنا دليل على ثقافتك