السبت، 13 أغسطس 2011

مداراة الناس و حسن الظن



قال الرسول الأعظم عليه و آله السلام : (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس)

الإنسان يجب أن يتحلى بأطيب خلق و يعامل من حوله بأفضل ما لديه . المداراة جعلت في بداية الهرم العقلي بعد الإيمان بالله إلا لأهميتها العظمة و دورها الفّعال في إصالح النفس و إصلاح المجتمع , فمنها يبدأ التأثير و التغير .
ما معنى المداراة ؟


هي المُلاينة و حسن صحبة الناس و احتمالهم لئلا ينفروا عنك , لذلك يقال داريت الرجل أي لاينته ورفقة به , كما في اللغة , و تكون المداراة في حسن الخلق و حسن المعاشرة مع الناس .


من معنى المداراة نستشف الفرق بين النفاق (منافقة الناس ) لأنه ذا وجهين أم المدارة لين العريكة و الجانب فقط .


وقال(صلى الله عليه وآله):(أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض).


للأسف الكثير لا يجهل بل يتجاهل للأمور الدينية و كأنه يستصغر من شأنها و أنه أعلم بالمصلحة الذي تكون نيته دوماً سؤ الظن بالآخرين و ينظر إليهم أنهم أصحاب حوائج له تزحف من خلفه لذلك هو يعامله بالنفور و التأديب وهذا نجده غالباً في الشخصيات التي تصنف على أنها من الطبقة المثقفة ولها تأثيرها و نجدها في ساحات الحياة كثيراً من حولنا أو في المنتديات و المواقع و ما كأن الكل ( عابرين سبيل ) .


الأخلاق أو ما يسميه العلماء ( الإكسير الأعظم ) به تستطيع أن تنشر فكرك و تأثر و تنصح و تردع و تدفع عنك و عن غيرك مواطن الشبه , لذلك نحتاج للمدرات حتى ناثر و نغير و نحسن الظن بالآخرين و ما عليّ من متملق أو غيره


أحب أن أكون كما يحب الله لا كما أعتقد أنه سوف يؤثر بشكل أكبر يقول الله عز و جل مخاطباً نبي الرحمة :


( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين )


متى تعي النفوس إن أسلوب الفض و الشدة ما هي إلا منفرات و مهما بلغ مجهودك لتوصل رسالة سامية لديك فلن تصل إلا بصورة مشوهة لا تأثر إلا سلباً بل ترد في الغالب .


وعن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية قال:(وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك، وارض لهم ما ترضاه لنفسك، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحسّن مع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك وقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب العالمين، واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل مداراة الناس ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف مَن لا بد مِن معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلاً..).


مداراة الناس و حسن الظن هو زينة العقل فلا تلقي عقلك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك لك بصمة هنا دليل على ثقافتك